تصميم البرامج الإرشادية

خلاصة كتاب

دليل الإرشاد الأسري (8)

تصميم البرامج الإرشادية

في عملية الإرشاد الأسري

إعداد: نخبة من المختصين والمختصات

الإشراف العام: د. عبد الله بن ناصر السدحان

مقدمة:

يجب التخطيط الجيد لبرامج التدخلات الإرشادية الأسرية؛ لتحقيق الأهداف المرجوة منها متمثلة في إعادة الاستقرار للأسر. وهذا ما يستعرضه الجزء الثامن من دليل الإرشاد الأسري لتوجيه ومساعدة المرشدين في التخطيط المسبق للعملية الإرشادية، وتحسين وتعديل أدائهم المهني، وتمكينهم من إدارة الجلسات بشكل فعال، بمساعدة ذوي التخصصات العلمية.

أسس ومبادئ ومناهج البرامج الإرشادية:

يقوم أي برنامج إرشادي على المبادئ التالية: الحاجات المحسوسة، المشاركات الجماعية، العملية، الشمولية، المرونة، البساطة، التنسيق، الاقتناع والرضا، التقدمية، الموازنة، التكامل، مراعاة الظروف الداخلية والخارجية.

ويقوم البرنامج الإرشادي على التنظيم والتخطيط، ويتميز بمرونته وقابليته للتعديل، وشموله جميع الأبعاد الاجتماعية والنفسية والانفعالية، وموضوعيته، ودقة أهدافه، وسهولة تطبيقه.

وتصنف البرامج الإرشادية إلى: البرامج الإرشادية الفردية، البرامج الإرشادية الجماعية، البرامج الإرشادية المباشرة، البرامج الإرشادية غير المباشرة، البرامج الإرشادية الدينية، برامج الإرشاد السلوكي، وبرامج الإرشاد باللعب (للأطفال).

تخطيط وتقويم البرامج الإرشادية في الإرشاد الأسري:

يمكن تلخيص خطوات التخطيط للبرنامج الإرشادي فيما يلي:

  1. تحديد أهداف البرنامج الإرشادي.
  2. تحديد الاستراتيجية الملائمة.
  3. تحديد محتوى البرنامج.
  4. تحكيم البرنامج.
  5. وضع حدود البرنامج.
  6. تحديد الوسائل والطرق والفنيات المستخدمة لتحقيق الأهداف.
  7. تحديد ميزانية البرنامج.
  8. تحديد الخدمات التي يقدمها البرنامج.
  9. تحديد الخطوط العريضة لتنفيذ البرنامج.
  10. تحديد إجراءات تقييم البرنامج.

ولمعرفة مدى نجاح البرنامج الإرشادي في تحقيق أهدافه، يقوّم بمراجعة المدخلات والمخرجات والإجراءات. وقد يكون التقويم مرحليا أثناء تنفيذ البرنامج الإرشادي أو نهائيا بعد الانتهاء منه، وتتنوع وسائل التقويم ما بين الاختبارات، والاستبيانات، ودراسة الحالة، والمقابلة، والملاحظة، والتقارير الذاتية.

تصميم البرامج الإرشادية في الإرشاد الأسرى:

التصميم هو الإجراء التطبيقي لتخطيط برامج الإرشاد الأسري، وخلاله تجب مراعاة جميع الأسس التي يرتكز عليها أسلوب حياة المسترشد، بمكوناته الذاتية والجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية، ويلزم اتباع الخطوات التالية عند تصميم أي برنامج إرشادي:

  • تحديد أهداف تصميم البرنامج.
  • تحديد موضوعات البرامج ومدى عمقها وشمولها، وتحديد أسبقيتها.
  • اختيار فريق إرشاد تتوفر لديه المؤهلات العلمية والخبرات في موضوع الإرشاد.
  • وضع الموازنة التقديرية للبرنامج والتأكد من توفرها.
  • تأمين التجهيزات والمستلزمات.
  • تحديد الجدول الزمني للتنفيذ.

فاعلية البرامج الإرشادية في مواجهة المشكلات الأسرية:

للإرشاد الأسري عدة جوانب علاجية للأسرة كمنظومة واحدة، فهي تتنوع ما بين إرشاد تأهيلي للزواج، وتعزيزي للتوافق الزوجي، وصحي للصحة الإنجابية، وإشباعي لتحقيق الرضا العاطفي والجنسي، ونمائي وقائي للمهارات الحياتية والوالدية، وإداري لإدارة الذات والعلاقات والتفاعلات والمال.

وتتنوع طرق العلاج والإرشاد الأسري المبينة على نظريات العلاج النفسي، منها العلاج الزوجي المعرفي السلوكي، والعلاج الزوجي المتمركز حول المشكلات، والعلاج الزوجي العاطفي، والعلاج الزوجي التكاملي.

ويعمل العلاج المعرفي السلوكي في عملية الإرشاد الأسري على تحديد وفحص وتصحيح المعتقدات الخاطئة والمشاعر والسلوكيات المرتبطة بها، مع تحسين مستوى الإدراك والرقابة الذاتية، مع التدريب على اكتساب مهارات معرفية وسلوكية صحية وفعالة.

الفروق بين البرامج الإرشادية والتدريبية والأسرية عند تصميم البرامج الإرشادية:

البرامج الإرشادية هي الخطوات المتتابعة التي يتم بها تقديم الخدمات الإرشادية للمسترشد، ويمر تصميم أي برنامج إرشادي بتحديد الأهداف، واختيار المحتوى وتنظيمه، واختيار وتخطيط الأنشطة والوسائل التعليمية، ثم تقويم البرنامج.

والبرامج التدريبية هدفها تفعيل الإرشاد وتمكينه لتحقيق الأهداف، فمنها ما هو لزيادة المعرفة أو تحسين المهارات أو تكوين اتجاهات جديدة تخدم المتدرب. وتتضمن عملية تصميم برامج التدريب: التحليل، البناء، التنفيذ، التقويم. وبالإمكان تقديم او تأخير المراحل حسب الظروف.

أما برامج الإرشاد الأسري فتهدف إلى تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة. فالمسترشد يمثل الأسرة ومشكلته ليست فردية. ولذا تختلف برامج الإرشاد الأسرية من حيث نوعها ومحتواها، فمنها السلوكي والمعرفي والواقعي والفردي والزواجي والجماعي.

الصعوبات والمعوقات التي تنتج عند بناء وتطبيق البرامج الإرشادية:

أولا: صعوبات تتعلق بالمرشد:

  • الشخصية غير المستقرة للمرشد.
  • مفهوم المرشد السلبي عن ذاته.
  • ضعف مهارة الاتصال اللفظية وغير اللفظية.
  • عدم الرضا عن وظيفة الإرشاد.
  • قصور المؤهل العلمي.
  • قلة الخبرة.
  • اختلاف جنس المرشد عن جنس المسترشد.
  • اختلاف أو تشابه عقيدة المرشد مع المسترشد.

ثانياً: صعوبات متعلقة بالمسترشد:

  • اعتقاده أن العملية الإرشادية تقدم حلولا جاهزة.
  • اعتقاده أنه مريض ويحتاج إلى دواء.
  • تقديمه معلومات ناقصة أو خاطئة تؤثر في مسار العملية الإرشادية.

ثالثاً: صعوبات متعلقة بالبيئة:

  • اعتقاد البعض أن العملية الإرشادية تقدم للمرضى وأصحاب المشكلات فقط.
  • الاعتقاد الخاطئ بأن الإرشاد هو علاج وليس مساعدة للمسترشد لمواجهة مشاكله.
  • الفهم الخاطئ أن الإرشاد خاص بالمرضى النفسيين.
  • الاعتقاد أن الإرشاد هو نصائح وتوجيهات وخطط جاهزة تقدم للمسترشد.
  • الاعتقاد أن العملية الإرشادية تقدم من اختصاصي واحد فقط.

رابعاً: صعوبات عامة:

  • نقص التمويل المالي.
  • قلة الوعي بفائدة الإرشاد.
  • اعتماد القائمين على الإرشاد على قدراتهم الفردية الارتجالية.
  • ضعف وعدم تعاون الأسرة والمحيطين بالمسترشد.
  • عدم تقييم البرنامج الإرشادي بصورة مستمرة.
  • التواصل الخاطئ بين المرشد والمسترشد.
  • استخدام طرق أخرى في تصميم البرنامج الإرشادي غير المقابلة.

نماذج تطبيقية في بناء وتقديم البرامج الإرشادية:

من النماذج التطبيقية؛ نموذج "الإرشاد المرتكز حول الحل"، وهو من النماذج القصيرة، ويركز على الحلول والأهداف والتغيرات بصفة عامة، من خلال استخدام أساليب علاجية مثل "السؤال المعجزة" و "المقاييس" و "أسئلة التوافق".

وهناك نموذج "الإرشاد بتحليل المعاملات" أو التحليل التفاعلي، وهو منهج علاجي نفسي تفاعلي ترتبط مفاهيمه وأساليبه ارتباطاً وثيقاً بالموقف الجماعي، ويشتمل على نظرية في تنظيم الشخصية تمارَس من خلال عملية التحليل البنيوي، وتكملها نظرية في التفاعل الإنساني من خلال تحليل المعاملات، والهدف من النموذج هو الوصول إلى مستوى من الوعي يساعد المسترشد على اتخاذ قرارات جديدة تتعلق بأسلوب حياته.

أساسيات إعداد الحقيبة الإرشادية:

تمثل الحقيبة الإرشادية المنتج النهائي لمراحل ما قبل التدريب، غرضها تحقيق ما يلي:

  1. توضيح محتويات البرنامج وأهدافه وشروطه ومدته والشخصيات المستهدفة.
  2. توضيح الوحدات التدريبية لكل مادة وزمنها وأهدافها وموضوعاتها.
  3. توضيح الأدوار المشاركة في التدريب: المدرب والمتدرب.
  4. توضيح كيفية تنفيذ وتوجيه الجلسات التدريبية.
  5. توفير المادة العلمية الأساسية والادوات الضرورية للتطبيق العملي.
  6. توفير أدوات قياس اكتساب المهارات والمعارف.

تصميم وتسويق البرامج الإرشادية:

تقوم مهارات تصميم البرامج الإرشادية الهاتفية تقوم على ثلاث بنود رئيسية، وهي: مهارات تتعلق بأداء المرشد، ومهارات تتعلق بالبرنامج الإرشادي، ومهارات تتعلق بأسس نجاح الإرشاد الهاتفي.

وقد انتشر حديثاً مفهوم التسويق الاجتماعي الذي ينطوي على استخدام مبادئ ومهارات علم التسويق لترويج أفكار أو قيم اجتماعية أو سلوكيات مفيدة، وعلى الاختصاصيين الاجتماعيين ومؤسسات الرعاية الاجتماعية الإلمام بمهارات تسويق البرامج الإرشادية.