دليل الإرشاد الأسري الإلكتروني

خلاصة كتاب

دليل الإرشاد الأسري الإلكتروني

الجزء التاسع

إعداد: نخبة من المختصين والمختصات

الإشراف العام: د. عبد الله بن ناصر السدحان

مقدمة:

نجح الإرشاد الأسري بالمقابلة والإرشاد بالهاتف، وها هي التقنيات تتجاوز ذلك ليظهر إرشاد أسري إلكتروني. وهذا الجزء التاسع من هذه السلسلة يسلط الدليل الضوء على خصوصية الإرشاد الأسري الإلكتروني، والفنيات والمهارات الإلكترونية المهمة التي يحتاجها المرشد في عمله.

الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

تهدف الاستشارات الإلكترونية إلى مساعدة أفراد الأسرة على تحسين طرق التواصل الفعال، وعلى حل المشكلات الأسرية، لكن ما زالت هناك تحديات تواجه الارشاد الالكتروني، أهمها إمكانية اختراق سرية المعلومات المتعلقة بالمسترشد، كما توجد تحديات تقنية تتمثل في المشاكل التقنية الناجمة عن استخدام الحاسوب، ولذا لابد من وجود خطة بديلة في حال تعطل الاتصال الإلكتروني بين المرشد والمسترشد.

الأسس والمعايير المهنيّة لتقديم الاستشارات الإلكترونية الأسرية:

لابد من أن يكون المرشد ووسيلة التواصل الإلكتروني الخاصة به مسجلة رسمياً في مركز إرشاد أسري تشرف عليه هيئة رسمية حكومية أو أهلية، وأن يملك المرشد معارفا علمية واتجاهات وأساليب تتعلق بمهنة الإرشاد الأسري، مع فطنة وسرعة بديهة لفهم محتوى ومغزى الكلمات والعبارات.

ويمكن تحديد المعايير العلمية التي يجب أن يتبعها المرشد الأسري فيما يلي:

  1. تحديد نمط الشخصية للحالة المسترشدة إلكترونياً.
  2. كشف الجانب الذاتي في كاتب المشكلة الإلكترونية.
  3. تحديد نمط السلوك عند الحالة المسترشدة إلكترونياً.
  4. ضبط مراحل التغيّر في مشكلة الحالة المسترشدة إلكترونياً.
  5. علاج المشكلات الزوجية حسب نوع التربية الزوجية قبل الزواج، وكشف القناع، ومقياس المسؤولية الاجتماعية، والتوافق الزواجي.

الضوابط الأخلاقية والحقوقية لتقديم الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

من أهم مواصفات المرشد الذي يعمل في الاستشارات الإلكترونية أن يكون عمره فوق 30 عاماً، ويفضل أن يكون متزوجاً، وأن يحمل شهادة بكالوريوس في إحدى التخصصات الشرعية أو الاجتماعية أو النفسية أو التربوية، أو أن يكون حاصلا على درجة دبلوم في أحد برامج إعداد المصلح والمرشد الأسري، وأن يمتلك الخبرة في مجال العمل، وأن يعرف بحسن السيرة والسلوك، وأن تكون لديه إمكانية التفرغ ساعات للعمل، وأن يكون مؤمناً بما يقوم به، وألا يدخل نفسه في اختصاص القضاة وأهل الفتوى.

وعلى المرشد مسؤولية أخلاقية تجاه المسترشد؛ بأن يدرك ويحترم مشاعره، وأن يتقبل الاستشارة مهما كان نوع المستشير أو المشكلة، وأن يعزز الثقة والاحترام ويساعد المستشير في تبني سلوك إيجابي، وعليه أن يحذر التعاطف الزائد مع المستشير أو ضده، مع البعد عن تهديده إذا لم يعمل بإرشاداته، وأن يلتزم بحيادية العلاقة المهنية.

فنيات تقديم الاستشارات الأسرية الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

من الفنيات والخطوات التي تجعل من الاستشارة الإلكترونية أكثر فاعلية، ما يلي:

  • عدم قبول المشاكل الغامضة.
  • العمل على إيجاد تفاعل ولو قليل بين المرشد والمسترشد.
  • القراءة الأولية المتأنية.
  • الاهتمام بآراء بقية أطراف المشكلة.
  • قراءة ما بين السطور.
  • إعادة ترتيب عناصر المشكلة.
  • كتابة ملخص المشكلة.
  • التركيز على الجانب الرئيسي للمشكلة.

خطوات وفنيات تقديم الاستشارات الأسرية الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

  • تنظيم العلاقة المهنية مع المسترشد بالانتباه للأمور القانونية والأخلاقية.
  • توفير نموذج لتسجيل المعلومات الشخصية للذين قد يؤذون أنفسهم.
  • التحلي بالثقافة والخبرة العالية لرسم صورة ذهنية كاملة عن الحالة.
  • سعة الأفق والمرونة لتفهّم الخلفيات الثقافية والاجتماعية للمسترشد.
  • إجراء دراسة الحالة اعتماداً على التواصل المكتوب فقط لا غير.

ويجب أن يلتزم المرشد بالكتابة السهلة والسلسة، وبلغة بسيطة يفهمها القراء، وعليه تذكيرهم بان لكل حالة خصوصياتها ويجب عليهم عدم إسقاط الحلول على مشاكلهم بدون تأني، مع التفريق بين الذي يحتاج استشارة سريعة والذي يحتاج خدمة متقدمة ومتخصصة.

توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

بعض التوجيهات المهنية المفيدة فيما يتعلق بالإرشاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

  • عدم انتهاك أخلاقيات المهنة.
  • الامتناع عن أي مناقشات سريرية لمشاكل صحية او نفسية متقدمة.
  • عدم تقديم الحلول للمستشير إذا لم تكن في صالحه، والحرص على تحويله للمختصين.
  • عدم التهاون في نشر الوسائط غير المهنية.
  • تجنب الأنواع المعيبة من الكلام وأساليب الكتابة.
  • عدم الإفصاح عن المعلومات السرية للمستشير.
  • عدم بناء صلة مع المسترشد ذات اتجاهين مهني وشخصي.

الخصائص النفسية والاجتماعية للمستشار في الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

  1. الخصائص النفسية للمرشد: تتمثل في القدرات والخبرات والمهارات الفنية، والأمانة، والمعايشة للقضية المطروحة للاستشارة، والتقوى والورع، والإيجابية والتفاؤل، والرضا عن حياته الخاصة، والاتزان الانفعالي، والعلم بالشريعة.
  2. الخصائص الاجتماعية للمرشد: العفو والتسامح، والبساطة والتواضع، وكرم النفس، والتفاهم، والرحمة والإحسان، والصبر.

التحديات التي تواجه تقديم الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

أولاً: ما يتعلق بمقدم الاستشارة:

  • صعوبة التحكم في بناء البرنامج من حيث الأمن المعلوماتي لحفظ أسرار المسترشدين.
  • اقتضاء الشمولية في مساعدة المسترشدين على الاستبصار الجيد بالمشكلة.
  • إلزامية إكمال المعلومات المطلوبة للاستشارة.
  • صعوبة منع الاختراق لمنع تحريف الاستشارة.
  • صعوبة منع الدعايات هابطة والأمور المنحرفة في التفاعل.
  • إعطاء طالب الاستشارة رقماً لسهولة المتابعة.
  • إعطاء المسترشد تنبيهاً آنياً على بريده الإلكتروني.
  • ضرورة تحديد عدد معين للاستشارات اليومية للمحافظة على الطاقة الإرشادية.
  • استقطاب المرشدين من ذوي الكفاءة والخبرة.
  • حجب أي وسيلة للتواصل المباشر بين المرشد والمسترشد.

ثانياً: ما يتعلق بالمرشد والمرشدة:

  • أن يكون المرشد على درجة من الوعي واليقظة.
  • معرفة العادات والتقاليد الاجتماعية.
  • القراءات الموسعة عن البلدان الأكثر طلباً للاستشارة.
  • وضع عدة احتمالات عندما تكون الاستشارة مبهمة.
  • طرح حلول مناسبة للبيئة.
  • الاحتفاظ بصورة من الاستشارة الإلكترونية.
  • أن يكون حصيفاً.

ثالثاً: ما يتعلق بصاحب الاستشارة:

  • الحرص على البحث عن مؤسسات ذات سمعة وثقة.
  • التأكد من إرسال بريد إلكتروني صحيح لاستقبال الردود.
  • وصف حالته للمرشد كي يتمكن من معرفة الجوانب العاطفية والنفسية لشخصيته.
  • أهمية كتابة المشكلة مفصلة.
  • ذكر تطور المشكلة وعمرها وآثارها.
  • لا مشكلة في الإطالة والتوسع والاسترسال.
  • ذكر مستوى التدين.
  • عدم إهمال التفاصيل وإن كانت بسيطة أو بدون أهمية.
  • عدم الاستعجال في تلقي الإجابة.

الأساليب العلمية المهنية المستخدمة في الاستشارة الاسرية إلكترونية:

  1. تحديد نمط الشخصية للحالة: مثلا هل هي نرجسية أم روتينية أم غير ذلك.
  2. كشف الجانب الذاتي للحالة: بعض المشاكل تكون ردة فعل لمشاكل أخرى.
  3. تحديد نمط السلوك عند الحالة: هل هو انعزالي مثلاً أم متمرد.
  4. ضبط مراحل التغيّر في المشكلة: تحديد حجم المشكلة والمرحلة التي وصلت إليها.
  5. علاج المشكلات الزوجية إلكترونياً عبر نماذج: نوع التربية الزوجية، كشف القناع، مقياس المسؤولية الاجتماعية، التوافق الزواجي، النضوب.

خصائص المسترشدين في الاستشارات الأسرية الإلكترونية:

  • معظمهم نساء.
  • الغالبية العظمى أقل من ثلاثين عاماً.
  • الغالبية من المملكة العربية السعودية.
  • الدول الخليجية ومصر من الدول المتقدمة في طلب الاستشارة.
  • أكثر من ثلاثة أرباع المسترشدين حاصلون على الشهادة الجامعية وأعلى.
  • تأتي المشكلات النفسية والأسرية في مقدمة المشكلات.